الطفل وما نشأ عليه
تجمهر الأهل حول الحكيم وأمطروه بأسئلة لا تحصى عن أولادهم وما يلمسوه من سلوك يبعث الأطمئنان فى النفس تارة ، والقلق طورا ، فوقف الحكيم وقال :
+ إن استعملت العنف مع إبنك [ أو إبنتك ] ، مؤمنا بأن الضرب هو انجح وسيلة لتقويم مسلكه ، سيتعلم الشجار ، وسيضربك يوما .
+ إن سخرت من إبنك ، وهزئت من كل ما يفكر فيه ويحلم به أو يريد أن يحققه سيتعلم الشجار ، وسيضربك يوما .
+ إن أشعرت إبنك بالعار ، وأهنته متسترا جميع المبادىء الأخلاقية التى يعرفها أو يجهلها ، سيشعر بعقدة الذنب دائما أبدا ، ولن يكون موضع فخرك يوما .
+ إن تسامحت مع إبنك ، وقبلت أن يكون مختلفا عنك بمشاعره وأحاسيسه وطموحاته ، سيتعلم الشفقة على الآخرين ، وسيتحنن عليك يوما .
+ إن شجعت إبنك فى كل عمل حسن يقوم به ، ومنحته ثقتك الكاملة ، سيتعلم الثقة بالنفس ، وسيغامر فى حياته بنجاح ، ويكون لك مدعاة فخر واعتزاز .
+ إن فتحت أمام إبنك آفاق الهوايات ، وحثـثـته على تنمية مواهبه والأطلاع حتى على ما لا يميل إليه لكى تزداد معارفه ، سيتعلم تقدير نفسه ، وسيقدر جهودك يوما .
+ إن ربيت إبنك على الأمانة والصدق والأستقامة ، وكنت له فيها مثلا حيا ، سيتعلم العدل والأنصاف وسينصفك يوما .
+ إن ربيت إبنك على الأمان والأطمئنان ، وكنت له حميا أمينا وناصحا حكيما فى كل شىء ، سيتعلم الإيمان ، ولن تتزعزع ثقته بك يوما .
+ إن قبلت إبنك كما هو ، بإمكاناته وحدوده ، وشجعته على السير قدما فى بناء شخصيته دون ضغط أو توتر سيتعلم المحبة . وسيحب جميع الناس وأولهم أنت .
صمت الحكيم برهة ثم قال :
++ الإنسان ثمرة تربيته ، وصورة للمثال الذى رآه فى أهله .
++ وأنت يا عزيزى ، قل لى علام تربيت ، أقل لك كيف أنت ؟!
+ + +